الخميس، 7 يناير 2016

الأحداث الإرهابية في محرم بك، الإسكندرية سنة 2005

سؤال: نريد أن نعرف المزيد عن أحداث محرم بك في أكتوبر 2005، وما هو رأي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟


الإجابة:
القصة بدأت من عامين عندما أسلم أحد الشباب من إحدى كنائس منطقة محرم بك فيالإسكندرية بمصر، ثم عاد مرة أخرى إلى المسيحية.  وحكى لأصدقائه ومعارفه على خبرته في تلك الفترة، فانفعل الشباب المحيط به وقاموا بعمل مسرحية تتناول هذا الأمر..  وربما كان بها بعض المبالغات أو التطاول (لا نستطيع أن نجزم بمحتوى تلك المسرحية بعد، لأن التحقيق ما زال جاري حتى تاريخ كتابة هذا المقال). 
 St-Takla.org                        Divider!
بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية
باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعا
بيان من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالإسكندرية
تعلن الكنيسة بكل فئاتها أنها لا تقبل أي مساس بالدين الإسلامي أو الازدراء بالمشاعر الدينية للأخوة المسلمين الأحباء وتعلن الكنيسة أنه في حالة إثبات أي خطأ علي أي من اشتركوا في مسرحية كنيسةمارجرجس بمحرم بيك سوف توقع عليه العقوبة.
ويعز علينا جميعًا أن أخوة وأبناء قد جرحوا أو أصيبوا في هذه الفتنة..
وتناشد الكنيسة سيادة النائب العام, بسرعة الإفراج علي المقبوض عليهم والذين لم تثبت إدانتهم, حرصًا علي السلام الاجتماعي وحتى تعم الفرحة علي الجميع بمناسبة عيد الفطر المبارك.
والكنيسة تهنئ الأخوة المسلمين بشهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، وكل عام و مصر كلها بخير وسلام،,,

عن مجلس كهنة الإسكندرية : القس بطرس جبره , القس يوحنا نصيف , القس ابرام اميل .
وكيل عام البطريركية : القمص شاروبيم الباخومي .
نوفمبر 2005
 St-Takla.org                        Divider!
تناثرت الأقوال حول صحة هذه المسرحية من عدمه، وآخري تقول أنه تمت إضافات عليها، وثالثة تجزم بصحتها..  على أي الأحوال..  نحن كأقباط لا نقبل هذا على الإطلاق، ولا نوافق بهذا الأمر إذا ثبت صحته..  وسيكون هناك عقاب مدني وعقاب كنسي على هذا الأمر.
وقد قال نيافة الأنبا موسى: "إن الإساءة للإسلام غير واردة، وتلك المسرحية هي خطأ فردي.  أما ‏عن السؤال "لماذا‏ ‏لم‏ ‏يعتذر‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏عن‏ ‏هذا‏ ‏الخطأ؟"  فهل‏ ‏كل‏ ‏خطأ‏ ‏فردي‏ ‏يستدعي‏ ‏اعتذارا‏ ‏من‏ ‏الرموز‏ ‏الدينية‏؟!  فهل‏ ‏إذا‏ ‏أساء‏ ‏خطيب‏ ‏في‏ ‏إحدى‏ ‏الزوايا‏ ‏المنتشرة‏ ‏في‏ ‏حق‏ ‏المسيحية‏ ‏نطلب‏ ‏من‏ ‏شيخ‏ ‏الأزهر‏ ‏الاعتذار؟‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏ننأى‏ ‏بالرموز‏ ‏الدينية‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏الأمور‏,‏ ولاسيما‏ ‏أن‏ ‏هناك‏ ‏من‏ ‏يقول‏ ‏الآن‏ ‏إن‏: ‏الاعتذار‏ ‏لا‏ ‏يكفي‏... ‏فما‏ ‏المطلوب‏ ‏إذن؟‏... ‏من‏ ‏جانبنا‏ ‏نقول‏ ‏إن‏ ‏هذه‏ ‏المسرحية‏ ‏خطأ‏,‏ وسوف‏ ‏نتخذ‏ ‏التدابير‏ ‏التي‏ ‏تحول‏ ‏دون‏ ‏تكرار‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏المستقبل‏, ‏ولا‏ ‏يرضي‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏والقيادات‏ ‏الكنسية‏ ‏إطلاقا‏ ‏الإساءة‏ ‏إلي‏ ‏الدين‏ ‏الإسلامي‏ ‏أو‏ ‏التسبب‏ ‏في‏ ‏جرح‏ ‏مشاعر‏ ‏المسلمين‏ ‏بأي‏ ‏صورة‏ ‏من‏ ‏الصور‏,‏ ونحن‏ ‏متأثرون‏ ‏جدا‏ ‏بما‏ ‏أصاب‏ ‏الأقباط‏ ‏من‏ ‏ضرر‏ ‏معنوي‏ ‏ونفسي‏ ‏ومادي‏ ‏في‏ ‏الأحداث‏ ‏الأخيرة‏."‏
أما عن الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية فقد قال أن ما حدث في مدينة الإسكندرية من إثارة لمجموعة من الجمهور حول ما تردد عن وجود قرص مدمج يسيء للإسلام لا أساس له من الصحة وأن عمليات الإثارة تستهدف إتلاف الممتلكات العامة والاعتداء على الشرطة والأخوة المسيحيين.
وأضاف فضيلة المفتي أن هناك من يحاول إثارة الفتنة والزعم بأن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر "هشه" من أجل تحقيق مصالح شخصية أو دعاية انتخابية بعيدة عن مصالح الوطن.  مشيرا إلى أن كنيسة مار جرجس في محرم بك أصدرت بيانا أكدت فيه أن "السي دى" ليس من إنتاج الكنيسة ودعا مفتى الجمهورية المسلمين إلى التسامح والعفو وعدم الانسياق وراء الشائعات.
وأكد الدكتور علي جمعه إن الفكر لا يقاوم إلا بالفكر وقد آن الأوان لوضع حد لمهزلة المتلاعبين بمقدرات الأمة.
 St-Takla.org                        Divider!
وحتى إذا كان الهدف جيد هو هداية الناس أو غيره، فالوسيلة خاطئة..  وهي ضد المسيحية!  نحن ندعو إلى المسيحية عن طريق الدعوة إلى الله، وليس عن طريق محاولة تحطيم الأديان الأخرى! (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا)  ولم تقم المسيحية في يوم من الأيام على هدم الأديان الأخرى!  نحن ندعو إلى المسيحية عن طريق المسيح وليس عن طريق آخر.
إن الأب زكريا بطرس عندما بدأ تطاوله على الدين الإسلامي والغوص في أخطاء عقيدية، لفظته الكنيسة القبطية.  وهو حاليًا مستقيل من الكنيسة القبطية، وغير مسموح له بالخدمة في أي من كنائس العالم ولا تلقي الاعترافات أو ممارسة الأسرار المقدسة، ولن يقبله أي أسقفيذهب إلى إيبارشيته.
 St-Takla.org                        Divider!
ماذا لـــو!
حدث منذ فترة أن قامت دكتورة في إحدى الجامعات المصرية بنشر كتاب به مقارنة بين الأديان، وقامت بالتجريح في الدين المسيحي..  وبدأت القلاقل تحدث، فذهبت شكوى إلى رئيس الجامعة، منها إلى الأزهر الشريف، منها إلى الشرطة.  ثم تم منع الكتاب من التدريس. 
ما حدث هو الطريق الشرعي..  فلم يقم الطلبة المسيحيون بالتجمهر وتكسير أبواب الجامعة أو إثارة القلاقل والتعدي على المسئول أو محاولة اغتيال تلك الدكتورة!
فماذا لو تم فعل المثل هنا في الإسكندرية؟  ماذا لو قام من نشر هذا الخبر في الجرائد، أو من قام بشحن الجماهير للتعدي على الكنائس والمحلات التجارية والناس والشرطة، ماذا لو تبع هذا الطريق الشرعي وذهب إلى أي كنيسة قبطية، أو إلى البطريركية، أو حتى إلى الشرطة، ثم يرى ما سيحدث..  ألم يكن هذا أفضل؟
هل هدف من أثار هذه القلاقل هو الغيرة على الدين؟!  هل الدين يأمر بالتعدي على الناس والأماكن وحتى رجال البوليس؟!  هل الدين يأمر بالقتل والتخريب؟!  أم كان ما حدث لأسباب سياسية أو أخرى ستكشفها التحقيقات؟ّ!
أظن كان من الأفضل للجميع إتباع الطريق الشرعي في مثل هذه الأمور..  وليس الرجوع إلى عصور الهمجية والتخريب والقتل..
 St-Takla.org                        Divider!

أخيرًا، أود التأكيد بأن الكنيسة القبطية خاصة والمسيحية عامة لا تقبل بأي حال من الأحوال المساس بالأديان، ونحن لا نقبل ما حدث، وسيتم عقاب المسئول مدنيًا وكنسيًا.  وكذلك لا نقبل ما قام به المندسون من تظاهرات وشروع في قتل وتخريب للكنائس والمحال والتعدي على رجال الشرطة!
 St-Takla.org


صلاة اليوم الثالث للموتى

سؤال: لماذا نقوم بالصلاة في اليوم الثالث لوفاة أحد الأشخاص؟  ولماذا نستخدم في الصلاة الملح والمقدونس (البقدونس)؟!


الإجابة:
الثالث (التالت) هو رمز القيامة، كما قام السيد المسيح في اليوم الثالث هكذا سيقوم كل الأموات مع المسيح..
- أما موضوع استخدام المقدونس، فهو يرمز للحياة الجديدة..  فعندما أراد شعب بني إسرائيل أن يشربوا ماء من أحد العيون، وجدوها مُرة..  فألقي موسى النبي بشجرة أراه الله إياها وطرحها في الماء، فصار الماء عذبًا (خر25:15). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا)  ونرمز بذلك إلى تغيير مرارة الحزن بحلاوة القيامة..
- والملح يرمز إلى الأعمال الصالحة..  كما قال السيد: "أنتم ملح الأرض" (مت13:15)، و"ليكن في أنفسكم ملح" (مر50:9).
 St-Takla.org

الاعتراف على الله مباشرة في مقابل الاعتراف على الأب الكاهن

سؤال: لماذا لا يجب الإعتراف على الله مباشرة؟  وماذا أفعل إذا كانت هناك خطية معينة لا أستطيع الإعتراف بها إلى أبي الكاهن؟


الإجابة:
أولًا..  نحن لا نعترف للكاهن، إنما نعترف لله في وجود الكاهن، ومن فم الكاهن نسمع صوت الله لنا "والآن نحن جميعًا حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله"(أع33:10).
ولو كان الاعتراف على الله فقط، ما قال معلمنا بولس الرسول: "اعترفوا بعضكم على بعض (بشر لبشر) بالزلات" (يع16:5).  ثم لماذا نقول هذا في الاعتراف فقط أن أعترف على الله مباشرة؟  هل الله يناولك أو الله يقرن زواجك؟!  أم أن كل هذه الأمور تتم في وجود الأب الكاهن الذي يتمم أوامر سيده، والذي من فمه تُطلَب الشريعة، هكذا قال رب الجنود: "اسألالكهنة عن الشريعة" (حج11:2).
St-Takla.org Image: Someone praying and Jesus answering, by Sis. Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة شخص يصلي و المسيح يظهر و يباركه - رسم تاسوني سوسن
St-Takla.org Image: Someone praying and Jesus answering, by Sis. Sawsan
صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة شخص يصلي و المسيح يظهر و يباركه - رسم تاسوني سوسن
فالكاهن معلم يعلم الشريعة، وهو أيضًا أب نكشف له أسرار النفس ليداويها..  والاعتراف على الكاهن واجب لأنه هو المؤتمَن من قِبَل الله "كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله" (1كو9:4).  وإن الكاهن يأخذ نعم الله ويقدمها للناس "لأن كل رئيس كهنة مأخوذ من الناس يُقام لأجل الناس في ما لله (أي فيما يتعلق بنِعَم الله وتعاليم الله)" (عب9:5).
ثم أن الاعتراف في وجود الأب الكاهن لا ينفي الاعتراف أولًا لله، ثم بدون الاعتراف على الكاهن، كيف تسمع صوت الحل عن خطاياك؟
ولا تقل إن الكاهن إنسان خاطئ مثلي فلماذا أعترف عليه؟  نعم، هو إنسان خاطئ ولكن عمل الروح القدس في الكاهن لا يتوقف على قداسته الشخصية، بل على استحقاقات المسيح رأسًا، وإن كان ينبغي في سر الاعتراف بالذات أن تحتار مَنْ تستريح له وتثِق فيه.
Divider!
إن داود الذي قال: "لك وحد أخطأت والشر قدامك صنعت" (مز50)، (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) قال أيضا "اعترف بخطيئتي ولا أكتم إثمي.  قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيئتي" (مز32).  ولكن يتعذَّر علينا التحدث مع اللهمباشرة؛ إذ لما كلَّم الله شعبه قديمًا من على جبل حوريبب ارتعبوا وقالوا لموسى: "كلِّمنا أنت فنسمع ولا يكلمنا الله لئلا نموت" (خر19:20).
والاعتراف على الكاهن ضروري حتى يعين الإنسان على توضيح الخطأ من الصواب، لأنه كثيرًا ما توجد بعض الأمور غير الواضحة وأحيانًا يكون سبب عدم وضوح الخطأ هو الضمير الواسع الذي يستبيح كل شيء أو يستهين بالخطيئة وأحيانًا يكون الضمير مرسومًا يرى الخطيئة في كل شيء.  وكما يقول الكتاب: "ويل لِمَنْ هو وحده إن وقع؛ إذ ليس ثانٍ ليُقيمه" (جا10:4).
والاعتراف على الأب الكاهن يريح النفس ولاسيّما عندما نسمع صوت التحليل الممنوح له من الله.  وبدون الاعتراف على الكاهن كيف تسمع هذا الصوت للحل عن خطايانا؟  كما سمع داود بعد اعترافه بخطيئته لناثان النبي صوت الحِل منه قائلًا: "الرب أيضًا قد نقل عندك خطيئتك؛ لا تموت" (2صم12).
وفي سفر التثنية (4:26) "وتأتي إلى الكاهن الذي يكون في تلك الأيام وتقول له: أعترف اليوم للرب الملك" (وهذا يُظهِر أن الاعتراف للكاهن هو اعتراف لله).
 Divider!
ولا تقل أنني أخجل من الاعتراف على الكاهن، فأيهما أهوَن أن تتحمل مرارة الخجل فيُردِعك الخجل عن تكرار الخطيئة وصنعها مرة أخرى فتتخلص نفسك باعترافك، أم أن تهرب من مرارة الخجل وتهلك بخطاياك في يوم الدين..  يوم أن تظهر خطاياك مكشوفة ليس للكاهن فقط بل لله والملائكة ولجميع البشر؟!  ولكن لو كانت هناك خطيئة تؤرق مضجعك كثيرًا ولا تقدر أن تعترف بها لأبيك، تستطيع الذهاب لأب آخر لا يعرفك وتعترف عنده بهذه الخطيئة، وتعرف علاجها وتأخذ إرشادًا..  ولكن لا يكون هذا الأمر عادة، حيث أنه إذا كنت واثقًا من أنك تعترف على الله، فإنك لن تخجل من أب اعترافك..  ولكن الاعتراف هو -عفوًا- كالقيء!  فإنك يجب أن تلفظ كل ما في داخلك من أخطاء لتتنقى منها..

ولقد قال الحكيم يشوع بن سيراخ في سفر حكمته (31،24:4وَلاَ تَسْتَحِيِ (أي لا تخجل) فِي أَمَرِ نَفْسِكَ، فَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ مَا يَجْلُبُ الْخَطِيئَةَ، وَمِنْهُ مَا هُوَ مَجْدٌ وَنِعْمَةٌ..  لاَ تَسْتَحِي أَنْ تَعْتَرِفَ بِخَطَايَاكَ، وَلاَ تُغَالِبْ مَجْرَى النَّهْرِ (أي الشعور الجارف بالاعتراف)".  وقال سيلمان الملك: "مَنْ يكتم خطاياه لا ينجح، ومَنْ يقرّ بها ويترُكها يُرحَم" (أم13:2
St-Takla.org

الصلاة والفشل الدراسي

سؤال: لماذا يضطهدني الله؟!  لماذا أفشل في الدراسة رغم تشُفعي بجميع القديسين في الإمتحان، وأصلي قبل وبعد الإمتحان، وأكتب آية فوق ورقة الأسئلة، وأقول "يدك قبل يدي يا الله"، وأدهن بزيت مقدس، وآخد صور قديسين.. إلخ.  لماذا أسقط وآخرين غير مؤمنين قد ينالوا تقديرات.. هل هذا عدل؟!


الإجابة:
أولًا..  صيغة سؤالك غير سليمة من ناحية "اضطهاد الله لكِ!"  فيجب اختيار الألفاظ جيدًا عند التحدث عن الله عز وجل.
سؤالك ليس سهل الإجابة عليه للأسف..!  فهناك مشاكل كثيرة تحدث في هذه الحياة ولا نفهم لها سببًا، وقد لا نرى منها خلاصًا، ولا نفهم حكمة الله منها!
فكري معي..  لماذا كان يكره أخوة يوسف أخيهم؟ ولماذا سمح الله بأن يُباع كعبد، ويُسجَنفترة طويلة؟!  لماذا سمح الله بتجربة أيوب على الرغم أنه كان كامل (بشهادة الله نفسه عنه! في سفر أيوب 8:1)؟  لماذا ينتهي الحال بالشهداء بالموت؟!
نحن علمنا أن نهاية هؤلاء كانت خير..  ولكن هم في لحظة التجربة لم يكونوا يعرفون نهايتهم!  وكانوا يعرفون كلٍ بحسب إيمانه..  واحد كان يرى الله أمامه دائمًا على الرغم من التجربة (يوسف)، وآخر لعن يوم ميلاده في وقت التجربة (أيوب) (أي3:3).
للأسف يا أختي العزيزة أنا لا أعرف إجابة شافية على سؤالك..  ولا أظن أحدًا قد يستطيع مساعدتك في هذا!  إن مشكلتك ليست جديدة.. 
St-Takla.org Image: Color wheel صورة في موقع الأنبا تكلا: عجلة الألوان
St-Takla.org Image: Color wheel
صورة في موقع الأنبا تكلا: عجلة الألوان
الأمر كله يتعلقبالإيماننعم.. فببساطةالطفل لا يرى سوى السحب السوداء والسماء المُظلِمة..  ولكن حكمة الرجل تعلم أن وراء هذه السحب الشمس موجودة، بل وساطعة!  إن ما يحجبها هو هذه السحب المؤقتة..  وقد قال قداسة البابا شنودة في تأملاته يومًا: "لم يحدث أن الشمس أدارَت وجهها عن الأرض، بل هي الأرض التي أعطت ظهرها للشمس"!
يجب أن يتحلَّى الإنسان بالحكمة والإيمان حتى يرى الشمس بالرغم من كل السحب..  أعلم أن هذا صعب، ولكننا لا نملك غيره..
بخصوص مشكلتك هناك أمر من اثنان: إما أنك لا تذاكرين وترسبين، وإما أنك تذاكرين وترسبين!  في الحالة الأولى قد تكون هي النتيجة الطبيعية (على الرغم من معرفتك بكثيرين لا يذاكرون وينجحون، أو يقومون بالغش..).  لن ينفعك عندئذ أن تتشفعين بآلاف القديسين، أو تجميع زيوت كل القديسين، عفوًا!  ولكن أريد أن أذكرك بالحكمة القائلة: "God gives every bird its worm, but He doesn't throw it into the nest" أي "الله يعطي كل عصفور الدودة التي يأكلها، ولكنه لا يلقيها لها في العش"، وعلى رأي المثل الدارِج "إسعى يا عبد وأنا أسعى معاك".  إذا كانت هذه هي المشكلة هي قلة مقدار المذاكرة عن الحد المطلوب، أو خطأ في أسلوب المذاكرة، فالسبب في المشكلة هو فيكِ أنتِ..  يجب أن تبدأين التفكير في الحل، وإصلاح طريقة المذاكرة والبدء في الطريق بجدية.
أما في الحالة الثانية، فكما يُقال "يكفيك شرف المحاولة".  وعندما تكون هي الحالة الثانية،فثقي إذن أن الله عارف تعبك ومحاولاتك، ولكنه سمح بهذه التجربة لمنفعتك..  كما حدث في القصص السابقة..
أتذكر قصة تحكي عن شاب في فترة الحرب السابقة كان ناجحًا في دراسته طول الأعوام، ولكن في العام الأخير فشل، واضطر أن يعيد العام.  فسخط على الله وفي رأسه عشرات علامات الاستفهام عما حدث ولماذا وكيف..  وفي نفس العام قامت حرب، فطُلِبَت كل دفعته (التي تخرجت) لتتقدم للتجنيد..  وفي الحرب هجم العدو بضراوة على تلك المجموعة، ولم يتركوا منهم أحدًا، سواء ميتًا أو أسيرًا!  فشكر ذلك الشخص الله على الفشل، لأنه كان يعلم أنه لم يكن مستعدًا بعد للقاء الله، فسمح الله له بفرصة أخرى..
وقصة أخرى ذات علاقة بالحرب لها نفس المعنى.. فقد تمت محاصرة إحدى المجموعات من أكثر من جانب، وكان عليهم أن يبيتوا بضعة أيام في مخبأهم بالصحراء حتى تأتي دفعة للإنقاذ..  وفي اليوم التالي كان الجميع على وشك الانهيار بسبب عدم توافر الماء..  فقام مجموعة منهم بالصلاة من الله لكي يعطيهم ماء، وفي نفس اللحظة ألقى العدو قنبلة عليهم فتفجرت على مقربة منهم..  وغطى الغبار المكان..  فصرخوا إلى الله قائلين: "نحن نطلب ماء وليس قنابل!!"  وبعد انقشاع الغبار اكتشفوا أن القنبلة قد قامت بتفجير نبع ماء من صخرة.. فشكروا الله..
وكما يقول الآباء..  نحن لا نعلم أيهما أصلح لنا.. الصحة أم المرض.. الحياة أم الموت...!!
العدل..؟  إنها كلمة كبيرة وهُلامية!  هل تظنين أنك لو كنتِ الله –حاشا- كنتِ ستعاملين الناس بالعدل (حسب مفهومك) فيعيش الناس سعداء؟!  إن مجرد تذكرك بأحد اللحظات التي أخطأتِ فيها وسامحك الله، أو على الأقل لم يعاملك بنفس أسلوبك الشرير في هذا الموقف، لهو كفيل بأن يعطيك توضيح عن مفهوم عدل الله الذي لا يفترق عن رحمته..  إن الأمر ليس ببساطة 1+1=2!  إنه أعقد من هذا بكثير...
هل تظنين أنك الوحيدة التي تتساءل عن مثل هذه الأمور؟!  هناك ملايين من البشر لا يعرفون ولا يرون وراء السحب كذلك!  إرميا النبي تساءل قبلًا قائلًا: "أبر أنت يا رب من أن أخاصمك، لكن أكلمك من جهة أحكامك: لماذا تنجح طريق الأشرار؟! اطمأن كل الغادرين غدرا!" (إرميا 12:1).
إن مزامير داود ممتعة جدًا وقد لاحظت بها أمرًا غريبًا..  ففي أي مزمور عندما يشتكي داود النبي من مشكلة ما، في نفس المزمور بعد ذلك ببضع آيات نجده يسبح الله ويشكره لأنه لم أو لن يتركه..  (مزمور 2: تآمر الرؤساء معًا على الرب وعلى مسيحه..  أنت ابني وأنا اليوم ولدتك؛ مز3: يا رب ما أكثر مضايقيَّ..  أما أنت فترسٌ لي؛ مز5: لكلماتي أصغ يا رب، تأمل صراخي..  يفرح جميع المتكلين عليك؛ مز42: أقضِ لي يا الله وخاصم مخاصمتي..  أحمده، خلاص وجهي هو إلهي)... إلخ. (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا)  إنه علاقة رائعة مع الله أتمنى أن نشعر بها..  إنها نفس الموضوع عندما حدثتك عن الغيوم والشمس..  إنه يشكي الغيوم، ولكنه واثق أن الشمس ساطعة ويؤمن أنها سوف تعود للظهور بعد انقشاع الغيوم..  إنه نفس الحالة الغريبة الصعبة الفهم في كلام بولس الرسول: "مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين. متحيّرين لكن غير يائسين"..
أعلم أن هذا ربما لم يجيب على تساؤلك بالشكل الذي تظنينه..  ولكن صدقيني لا يوجد في هذه الحياة أبيض وأسود..  إنها الأبيض والأسود والأحمر والأخضر وجميع الألوان ودرجاتها...!  لا يوجد سؤال واحد نستطيع الإجابة عليه بنعم قاطعة أو لا قاطعة!  وإذا استطعت أن تجدين إجابة أكثر وضوحًا مما سبق، أرجو أن تخبريني بها!
الإيمان.. الإيمان.. الإيمان....  هذا هو الذي جعل يونان وهو في بطن الحوت يقول "ولكن أعود أنظر هيكلك!" (يونان 4:2).  وبهذا الإيمان والاطمئنان وقف القديس أثناسيوس يحارب الآريوسية، حتى قيل له: "العالم كله ضدك يا أثناسيوس" فأجاب "وأنا ضد العالم".  ولولاه كاد العالم كله أن يصبح أريوسيًا كقول القديس جيروم.  بالإيمان أخذ أبونا نوح الوحوش معه في الفلك ولم يخَف، فقد قال له الله أن يأخذها، فأخذها!  والله الذي أصدر أمرًا كهذا هو الذي سيحفظه منها..
بل إن كل مَن آمن بفكرة، يعطيه الإيمان بها قوة لتنفيذها..  غاندي مثلًا آمن بحق الإنسان في الحرية، وآمن بسياسة عدم العنف.  وأعطاه هذا الإيمان قوة عجيبة استطاع بها أن يحرر الهند، وأن يعطي الحقوق للمنبوذين متساوين مع أخوتهم.. 

أرجوكِ لا تيأسين..  ولا تنسي آخرة هؤلاء الذين كانوا مع المسيح..  ولا تتواكلين كذلك علىالقديسين وشفاعاتهم أو تظنين أنها بلا جدوى..  هناك فرق بين التوكل والتواكل..  ولكن اعملي ما تستطيعين.. "المهم النية".  هل تظنين أن تلك المرأة التي أعطت فلسين قد أعطت كثيرًا؟!  إنها فقط أعطت ما في وسعها..  وعلى الرغم من قِلته فقد باركه الله، ومازلنا حتى الآن نذكر تلك المرأة التي ربما عاشت كل حياتها مجهولة من الجميع.  وتذكري حكمة يشوع بن سيراخ القائلة: "اِعْمَلُوا عَمَلَكُمْ قَبْلَ الأَوَانِ؛ فَيُؤْتِيَكُمْ ثَوَابَكُمْ فِي أَوَانِهِ" (سفر يشوع بن سيراخ 51: 38). ich
St-Takla.org

 

رسالة العذراء مريم الوهمية

سؤال: وصلني رسالة مكتوب عليها "رسالة العذراء مريم"، وبها تطلب العذراء من الجميع الصلاة وتلاوة بعض الصلوات الخاصة..  وفي النهاية طلب أن ترسل 24 نسخة منها للأصدقاء والمعارف.  فإذا أرسلتها ستحدث معي معجزة بعد 8 أيام، وإذا لم أرسلها فسوف أخسر وظيفتي أو أموت!!!  وبها أمثلة لأشخاص أرسلوها وآخرين لم يرسلوها..  ما هي صحة هذا الأمر؟!


الإجابة:
الأخ العزيز..  هذه رسالة خرافية كانت منتشرة منذ سنوات..  وكان يتناقلها الكثير، ويقوم بتصويرها وتوزيعها الكثير طمعًا في العائد من ورائها..  ولكن لم يحدث لأحد ممن أرسلها بركة، ولا لمن أهملها لعنة!!  ومع تطور التكنولوجيا، بدأت تلك الرسائل في التطور معه، وأصبحت ترسل عن طريق الإي ميل، أو كرسالة صغيرة على الموبايل!  فمنها مثلًا ما يقول: "قال يسوع أنا معكم لحين انقضاء الدهر آمين، ترسل لعدد9 أشخاص ستحصل على أخبار سارة، وان لم ترسل تسيء حظك لمدة 9 سنوات"!!  وبعدما بدأت تصل للمجتمع الإسلامي، تحولت عندهم الآن إلى رسالة السيدة زينت، وشفاءها للأمراض!!
ثانيًا..  هل السيدة العذراء مريم في انتظار شخص مثلي أو مثلك أو مثل أي شخص لكي تنشر رسالتها على العالم؟!  حاشا، فعندما أرادت توصيل رسالة معينة للعالم، ظهرت واضحة جليةللجميع في العالم في مصر في الستينات من القرن الماضي، ورآها الملايين، ومنهم الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس جمهورية مصر العربية الراحل.
St-Takla.org Image: A contemporary Coptic icon of Saint Mary Theotokos صورة في موقع الأنبا تكلا: من الفن القبطي الحديث: السيدة العذراء مريم والدة الإله
St-Takla.org Image: A contemporary Coptic icon of Saint Mary Theotokos
صورة في موقع الأنبا تكلا: من الفن القبطي الحديث: السيدة العذراء مريم والدة الإله
ثالثًا..  لا توجد بركة أو لعنة يضعها الله لمثل هذه الأمور!  فمثلًا لو شخص لا يوجد لديه بريد إليكتروني، هل هذا معناه أنه سيفقد البركة؟!  أو إذا لم أقم بفتح البريد لمدة ثمانية أيام سأفقد وظيفتي؟!!  أو إذا قام ساعي البريد بتوصيل الرسالة بعد أكثر من أسبوع سأموت؟!!
وأخيرًا وليس آخرًا، تستطيع أن تسأل الكثيرين عن مثل هذه الرسالة، واعرف منهم البركات المزعومة التي حدثت معهم!  وأراهنك أنك لن تجد شخصًا واحد تأثر بسبب هذه الرسالة سواء بالسلب أو بالإيجاب!!  أنا عن نفسي وصلتني بضعة مرات وقمت بتمزيقها، أو إلغائها من على الإيميل بدون أن أرسلها لأحد..  وها أنا هو!!!
هناك نقطة أخرى أود توضيحها..  فكما أخبرني أحدهم عن هذه الرسالة أن الأمر متعلق بالإيمان..  (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) أنا لست جاحدًا هنا، ولكنني لا أريد الناس أن تجري وراء أوهام!!  ولكن إذا وصلت الرسالة لأحد وفعل ما بها ببساطة وبإيمان..  فربما تحدث معه معجزة..!!  إن هذا يذكرني بقصة واقعية كُتِبَت في كتاب بستان الرهبان عن أحد السارقين الذي أراد أن يسرق ديرًا للراهبات، فدخل إلى الدير ليلًا وهو متنكر في هيئة القديس الأنبا دانيال كاهن برية شيهيت، وقرع الباب على الدير قائلًا عن نفسه أنه الأنبا دانيال الإسقيطي قد جاء ليبيت الليلة.  فلما سمعت الراهبات أسرعن لنوال البركة، وأحضرن ماء في لقان وغسَلن رجليه (كعادة الرهبان).  وتقدمت الأم والأخوات وأخذن الماء الذي غسل فيه رجليه، وبدأت كل واحدة تغسل وجهها منه، وهو يصلب (يرشم الصليب) عليها.  وكان اللص يسخر في نفسه من غباء هؤلاءالراهبات!  وكانت بين الأخوات بنت عذراء عمياء من بطن أمها، فحدث لما أمسكن بيدها، وأحضرنها إلى ذلك الإنسان، وقلن له: "يا أبانا نطلب من قدسك أن تصلب على عينيها".  فقال لهن: "قدَّمن لها فضلة الماء الذي في اللقان"، وكان قوله هذا استهزاء بالماء، واستقلالًا لعقولهن، فلما أخذت الأخت الماء ورسمت عليه باسم المسيح قائلة: "بصلاة القديس أنبا دانيال"، فللوقت انفتحت عيناها وذلك الإنسان ينظر!  ونهاية القصة كانت باعتراف اللص بعد الذهول والرعدة التي أصابته بعد شفاء الأخت على اسم الأنبا دانيال..  وذهابه إلى الأنبا دانيال وترهَّب (أي صار راهبًا).
الأمر كله متوقف على الإيمان..  ولكن الإيمان يجب أن يكون إيمانًا بشيء حقيقي، فإذا كنت تعرف أن هذا الأمر هراء، فلا جدوى من إيمانك به!  وإذا آمنت وفعلت ما هو مطلوب فيه، فمن فضلك اخبرني بالنتيجة بعد ثمانية أيام!!
أخيرًا، إذا وصلتك هذه الصفحة، أرسلها بدورك إلى آخرين تعرف أنهم قد ينفعلون بتلك الرسالة الوهمية، سواء بالسلب أو الإيجاب..  ولكن لا تقلق، إن لم ترسلها لن يحدث لك شيء :) ich
St-Takla.org

السحر في الكتاب المقدس وفي حياتنا

سؤال: السحر، ما هو؟  وما هو موقف الكتاب المقدس منه؟  وما هي الوسائل والآيات التي تمنع تأثير السحر على الإنسان؟


الإجابة:
أولًا.. ينبغي أن نفرق بين السحر والدجل؛ وذلك لأن كثيرًا من الدجالين يدّعون أنهم سحرة وأنه يمكنهم أن يأتوا أعمالًا لا يستطيع أن يعملها الفرد العادي، وهم في الحقيقة شخصيات عادية تميزت بنوع من الدهاء..
السحر هو إتيان أعمال غير عادية تفوق طاقة البشر ولا يستطيع الإنسان أن يعملها إلا بمعونةالشيطان، وهذا هو السبب في تحريم السحر دينيًا.  فالشيطان يهدف من هذا تحويل الناس عن طريق الله..
Divider! 
* موقف الكتاب المقدس من السحر والسحرة والمتعاملين معهم:
أوضح الكتاب المقدس أن العِرافة خطية (سفر صموئيل الأول 23:15)، وفي سفر ملاخييقول الله ".. وأقترب إليكم للحكم وأكون شاهدًا سريعًا على السحرة، وعلى الفاسقين، وعلى الحالفين زورًا.." (ملا5:3).  وزاد الأمر على هذا الحد في سفر الخروج (خر18:22)،ويحث الناس على عدم القيام بالسحر (تثنيه 10:18)، وسفر الرؤيا يذكر أن خارجًا (في جهنم) يكون الكلاب والسحرة والزناة والقتلة (رؤ15:22).
St-Takla.org         Image: The Magic Circle painting, by John William Waterhouse (1849-1917) - Oil on canvas - 1886 - 127x183 cm - Tate Gallery (London, United Kingdom) صورة: لوحة الدائرة السحرية، رسم الفنان جون ويليام واترهاوس (1849-1917) - زيت على قماش عام 1886، بمقاس 127×183 سم - محفوظة في متحف تات، لندن، المملكة المتحدة - بريطانيا
St-Takla.org Image: The Magic Circle painting, by John William Waterhouse (1849-1917) - Oil on canvas - 1886 - 127x183 cm - Tate Gallery (London, United Kingdom)
صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة الدائرة السحرية، رسم الفنان جون ويليام واترهاوس (1849-1917) - زيت على قماش عام 1886، بمقاس 127×183 سم - محفوظة في متحف تات، لندن، المملكة المتحدة - بريطانيا
أما بالنسبة للمتعاملين مع هذا الأمر، فقد رفض الله شاول لمثل هذا الأمر كما رأينا، وقال فيسفر اللاويين: "لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم" (لا31:19).  وكان عقاب الله صارمًا في (إشعياء 12:47-15؛ لا6:20)..
 Divider!
* سلطان السحر والشياطين على البشر، وسلطان البشر عليهم:
 1- إن القول بتأثير الشياطين على العالم تأثيرًا مُطلقًا يتنافى مع قدرة الله وعدله ومحبته للبشر:  فمن صفات الله أن قدرته تفوق أي قدرة لأي كائن من الكائنات المجودة.  فهو خالق الكل، وضابط الكل، وعدله مطلق، ومحبته فائقة.  فإذا سلَّمنا بأن للشياطين القدرة على البشر بدون قيود، فهذا يتنافى مع محبة الله للبشر وحمايته لهم.  وحتى إذا سمح الله للشيطان بتجربة إنسان فهذا يكون إما بقصد اختبار قوة إيمانه، كما حدث مع مع أيوب الصديق حيث سمح الله للشيطان بتجربته، أو بقصد عقوبته إذا حاد عن طريق الرب، وكلتا الحالتين تعبران عن محبة الله.
 2- لا يمكن أن يترك الله العالم للشياطين تتحكم فيه كما تشاء: وذلك لسببين: الأول أن الله ضابط الكل، والثاني أن إبليس يهدف أساسًا للفَتك بالإنسان وإبعاد البشر عن الله.
 3- الشياطين مقيدة الحرية ولا يمكنها التصرف دون السماح من الله: فقد منع الله الشيطان أن يمد يده إلى "نفس" أيوب عندنا طلب منه السماح له بذلك (أي12:1). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا)  ولم تستطع الشياطين أن تدخل الخنازير إلا بعد أن سمح الله لها الرب يسوع بذلك (إنجيل متى 32:8؛ إنجيل مرقص 13:5).  وقال الرب يسوع لبطرس: "سمعان، هوَّذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحِنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (أنجيل لوقا 31:22-32).  وكما علَّمنا سفر الرؤيا، فإن الشيطان أصبح مقيدًا بالصليب ولا يستطيع أن يسيء إلى الإنسان المتمسك بالله إلا إذا أسلم نفسه له.
4- إن السيد المسيح له سلطان مطلَق على الشياطين: فقد أوضح الكتاب المقدسهذا في العديد من المواضع (لو42:9؛ 26:8-39؛ مت18:17؛ 14:17-21؛ 28:8-34؛ مر14:9-29).  وقد وصل سلطانه هذا إلى الحد الذي جعل الشياطين تضجر من تقييده لها، وانتصاره عليها فكانت تصرخ قائلة: "مالنا ولك يا يسوع الناصري؟  أتيت لتُهلِكنا؟!"  (لو34:4)، ولما كانت الشياطين تكلمه كان ينتهرهم ولا يدعهم ينطقون (لو41:4).  ونحن نعلم جميعًا أن إبن الله جاء لكي ينقض أعمال إبليس (رسالة يوحنا الرسول الأولى 3:8).
ولكن، هل هذا السلطان لكن للرب يسوع فقط؟
5- إن الرب يسوع وهبنا نفس السلطات على الشياطين: قد أعلن لنا الرب أننا يمكننا أن نتفادى أذى الشياطين، بل وأكثر من ذلك أن نُخرِجها باسمه أيضًا، وأننتكلم بألسنة جديدة، وأن نحمل حيات، وإن شربنا شيئًا مميتًا لا يضرنا ، ونضع أيدينا على المرضى فيبرأون (مر17:16-19).  وقد استخدم الرسل هذا السلطان أن السبعين رسولًا رجعوا إليه بفرح قائلين: "يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو17:10).  ونحن نعلم أن الكثير من الآباء الأساقفة والكهنة يخرجون شياطين ويتحكمون فيها باسم يسوع المسيح..  كما أن الله أعطانا أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو، أي كل القوى الشيطانية.
 Divider!
نحن لا نخاف الشيطان كقوة قائمة بذاتها تعاكس الله..  فالشيطان أيضًا تحت سلطان الله، فنحن نطلب منن الله -الذي هو خالقه ومسيطر عليه- أن ينجينا من أفعاله..  وكما يقول قداسة البابا شنودة الثالث: "الشيطان ده لا يحتمل مزمور منَّك..  ولا يحتمل صلاة من صلواتك..  وشيء أكتر من كده؛ الشيطان لا يستطيع احتمال تواضعك"...
نحن لم نسمع قط أن إنسانًا يعيش مع الله..  يقرأ في الإنجيل..  يصلي..  يتناول..  ويمارس الوسائط الروحية، حدث له شيء بسبب السحر أو الشيطان.
من المزامير التي تعطيك إيمانًا وتمنحك سلامًا مز 91 "الساكن في ستر العلي يستريح"، أو مز 23 "الرب يرعاني"، أو مز 27 "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف؟!".
 وإذا تساءل البعض لماذا لم نستطع للآن أن نفعل ذلك نحن، فإن الرب يسوع يجيب الإجابة التي أجابها للتلاميذ عندما سألوه نفس السؤال، فقد قال لهم: "لعدم إيمانكم!  فالحق أقول لكم: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم.  وأما هذا الجنس (الشيطان) فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم" (أنجيل متى 20:17-21).

 وبالإجمال.. فإن الحياة مع الله هي التي تمنع عنك تأثير السحر والأعمال الشيطانية..  أنت بدون الله (0)  أو حتى (0000)، ولكنك أنت مع الإله الواحد تصبح (10) أو (10000).  لا تe St-Takla.org